خطبة محفلية عن حقوق الجار

خطبة محفلية عن حقوق الجار

إلقاء خطبة محفلية عن حقوق الجار سيُثري من أهمية التراحم بين الجيران، خاصةً في ظل كثرة العداوات بينهم، فكثيرًا ما نرى بالنزاعات بين الجيران.. كلٌ منهم ينظر إلى حقّه غير آبه بواجباته، لذا أتى موقع سوبر بابا ليخُط لكم خطب تؤكد هذه القيمة.

خطبة محفلية عن حقوق الجار

ليست القيم المجتمعية وحدها هي ما تحُث على حقوق الجار، إنما الله -سبحانه وتعالى- كذلك، فقال في كتابه الكريم: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا” (سورة النساء: 36).

نعلم جليًا الأمر الواضح بالآية بعبادة الله وعدم الإشراك به، ووقع بعد أمره تعالى ببر الوالدين وصلة الرحم، والاهتمام باليتامى والمساكين.. الاهتمام بحقوق الجار، ووقوع هذه الحقوق عقب قضايا مهمة كتلك التي يُثاب المسلم عليها بسيل من الحسنات، لهو من التعظيم من شأنها.

فالجار يقع البر إليه في منزلة عالية؛ فإذا كان مريضًا عليك بزيارته، وإذا كان فقيرًا فإن إعانته وإطعامه واجبة، فأمر الله بالإحسان إليه واجب، فقد قال -صلى الله عليه وسلم- عن حق الجار: “ما زال جبريلُ يوصيني بالجارِ حتَّى ظننتُ أنه سيورِّثُه صحيح الترمزي.

كانت رسالة النبي -صلى الله عليه وسلم- الأخلاق، لذا نجده كثيرًا ما كان يُوصي بأن يحب المسلمين الخير لبعضهم البعض، وعليه أن يجب الجار لجاره الخير، فقال في هذا: والذي نفْسِي بِيدِهِ، لا يُؤمِنُ عبدٌ حتى يُحِبَّ لِجارِهِ ما يُحِبُّ لِنفسِهِ صحيح الجامع.

اقرأ أيضًا: خطبة عن الصداقة حقوق وواجبات

تلبية حقوق الجار بالخطبة المحفلية

أمّا عن تضييع حقوق الجار فهي من قبيح الأفعال، ومن الأنانية التي علينا أن نبتعد عنها، فإذا طلب الجار مالًا من المُفترض أن تُقرضه وتمد يد العون له، لا أن تطرده وتُعامله بسوء الخلق.

ليس حق الجار عليك الوقوف جواره فقط بالضرّاء، إنما بالأفراح كذلك، فمن الأكيد أن مُشاركة الفرحة تزيدها درجات، والحق الأهم للجار عليك أنك إن رأيته يقع في معصية أو إثم أن تتوجه إليه ناصحًا بالمعروف، وإذا لم يسمع فعليك بالدعاء له.

إذا طبخت أرسل له صحنًا وتقاسم رغيف خُبزك معه، حتى لو لم تكن علاقتك وطيدة، سينبي ذلك جسورًا من المحبة والألفة بينكما، فقد ورد عن أبي ذر الغفاري: أوصاني خليلي إذا طبختَ فأكثِر من المَرقِ ثمَّ انظُر بعضَ أهلِ بيتٍ من جيرانِك فاغرِف لهم منها صحيح.

لا تنسوا كيف تتأذون إذا ما رفع الجيران أصوات التلفاز، فتخيلوا كيف تؤذونهم أنتم أيضًا بهذا الفعل.

في يوم وفاة جارك من الخُلق والإحسان أن تقف بجنازته كأخ لا كجار، كُن جوار أهل بيته في محنتهم، وساعد بأمور العزاء.

اقرأ أيضًا: خطبة محفلية عن الوطن

أهمية حُرمة بيت الجار

بخطبتنا المحفلية عن حقوق الجار، فإنه من الواجب علينا أن نُلقي الضوء على أهمية حِفظ حُرمة بيت الجار، ويتجلى هذا في مظاهر عِدة، فلا يجوز أن يتطاول المسلم على جاره بالبنيان إلا إذا سأله ذلك وكان لا يُضيِّق عليه.

كما لا يجدر بك إلقاء الأذى على بيته أو قريبًا منه، وإذا فعل هو ذلك فعليك بالصبر عليه، لا تشتمه ولا ترد عليه الأذى، فقد قال الله تعالى: وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ” (سورة فصلت 34).

القصد بالآية الكريمة أنه عليك بالحنوّ على جارك بالحُسنى؛ علّه في يوم يكون بيوم أقرب الناس لك، خجلًا من أخلاقك معه، وطيب مُعاملتك.

الأمر الأهم الذي يجب أن نذكره بهذه الخُطبة المحفلية عن حقوق الجار، حقّه في أن تعترف بحرمة أهل بيته، فلا تختلس النظر إليهم، عسى أن يستُر الله أهل بيتك أنت أيضًا.

قد ورد في سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- عقوبة من يعتدي على أهل بيت جاره، فورد عن عبد الله بن مسعود: سَأَلْتُ -أوْ سُئِلَ- رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أيُّ الذَّنْبِ عِنْدَ اللَّهِ أكْبَرُ؟ قالَ: أنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وهو خَلَقَكَ. قُلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: ثُمَّ أنْ تَقْتُلَ ولَدَكَ خَشْيَةَ أنْ يَطْعَمَ معكَ. قُلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: أنْ تُزَانِيَ بحَلِيلَةِ جَارِكَ.

قالَ: ونَزَلَتْ هذِه الآيَةُ تَصْدِيقًا لِقَوْلِ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: “وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ” (الفرقان: 68). صحيح البخاري.

لم يذكر النبي الزنا فقط، بل حدد هذه الحالة عينها لشدة الأذى الذي يقع على الجار لهذا الفعل، فلا يُنتظر إلا أن يكون الجار للجار كأخيه، لا يُحب أن يرى فيه سوءًا ولا في أهل بيته.

اقرأ أيضًا: خطبة محفلية عن الأم

إن عرض خطبة محفلية عن حقوق الجار لهو من طيب الخيارات؛ لِما في هذا الموضوع من تفاصيل تُثري التعامل الطيب بين المُسلمين.