مقدمة
تقع محافظة رجال ألمع في المملكة العربية السعودية، وتحديدًا في الجانب الغربي من منطقة عسير. يقدر عدد السكان في هذه المحافظة بحوالي 66 ألف نسمة. تتميز منطقة رجال ألمع بطبيعتها الجبلية، حيث يسود فيها مناخ حار جدًا خلال فصل الصيف، في حين تكون درجات الحرارة معتدلة في الشتاء، مما يجعلها وجهة شتوية مفضلة للسكان من المناطق المجاورة، لا سيما من منطقة عسير، للاستمتاع بالطقس المعتدل الجميل. يحد محافظة رجال ألمع من الجهة الشرقية منطقة السودة، ومن الجهة الغربية يطل البحر الأحمر، بينما تقع محافظة محايل عسير إلى الشمال، ومحافظة الدرب إلى الجنوب. قام القدماء من سكان رجال ألمع ببناء منازلهم من الطين واستخدموا الحجارة الصلبة، وتمكنوا من بناء تلك المنازل على شكل طوابق، حتى أنهم وصلوا إلى إنشاء ثلاث طوابق فوق بعضها، وكانوا يطلقون عليها مسمى “الحصن”. ولا يزال بإمكان الزائر رؤية هذه الحصون، التي تعكس مدى مهارتهم وقدرتهم على البناء حتى اليوم.
تاريخ رجال ألمع
على مر التاريخ، اشتهر أبناء رجال ألمع بقوتهم وصمودهم في مواجهة الأعداء، حيث شاركوا في العديد من المعارك دفاعًا عن المدن. من أبرز تلك المعارك مشاركتهم في معركة القادسية، حيث قدموا 700 رجل منهم. كما ساهموا في حماية المدينة المنورة ورابطوا فيها، وتصدوا لقوات الدولة العثمانية عدة مرات، بما في ذلك معركة بسل بالقرب من مدينة الطائف أمام قوات محمد علي باشا. وعلى الرغم من أن العديد من الذين كانوا معهم فروا من المعركة، إلا أنهم صمدوا حتى استشهدوا. ولما أدركت الدولة العثمانية أن الألمان يعدون قوة سياسية تشكل تهديدًا، قاموا بجمع جيش كبير يتكون من 50 ألف جندي للقضاء عليهم. وعلى الرغم من تمكنهم من الاستيلاء على الخُميس وأبها والسقا، إلا أنهم فشلوا في هزيمة واحتلال رجال ألمع. نتيجة لذلك، أُجبرت قبائل عسير القوات العثمانية على توقيع اتفاقية تمنح عسير استقلالها، والتي تُعد أول اتفاقية من نوعها في شبه الجزيرة العربية. وقد شهدت المنطقة العديد من الأحداث التي حاولت فيها الدولة العثمانية السيطرة عليها، لكنها كانت تفشل في ذلك، وكان من بينهم من اعترف بقوتهم، مثل القائد التركي سليمان باشا، الذي ذكرهم في مذكراته.
المصادر الاقتصادية لمحافظة رجال ألمع
تتضمن المصادر الاقتصادية في محافظة رجال ألمع الزراعة، حيث اشتهرت بزراعة البن والذرة والدخن، بالإضافة إلى الخضروات والفواكه والأشجار. كما اهتم السكان بتربية الماشية وتربية النحل، الذي يُعتبر العسل الناتج عنه من أجود أنواع العسل في المنطقة. أيضًا، كان أهل المحافظة يمارسون التجارة واستقطبوا القوافل التجارية من مختلف المناطق، وقد عمدوا إلى تنظيم الأسواق وتقسيمها بين القبائل، حيث كانت لكل قبيلة سوق خاص بها تُستخدم لعقد الاتفاقيات وحل النزاعات.